محمد عكفي

خمسة أشياء تجعل القيادة التقنيّة ملك يديك!

لربما يراودك تساؤل الآن حول تلك الأشياء الخمسة التي من خلالها تجعل القيادة التقنية ملك يديك، ويُقصد بالقيادة هنا: هي أن تكون قائدًا في مجال تقنية المعلومات.
إنّ الإنسان بطبيعة الحال عندما يبرع في مجال ما، سيحبه بلا شك، وسيطوّر مهاراته في هذا الجانب، وسيبحث مرارًا وتكرارًا عن تلك الأخطاء التي يواجهها في مجاله ليصطاد الحلول المُمكنة، وليصنع من خلالها حلاً مختصرًا إن كانت براعته تؤهله لعمل ذلك، ولكن هل هذا كاف لأنْ يكون قائد تقنيًا ؟!
في هذه المقالة سأحدثكم عن تجربتي وعن الأمور التي من شأنها تجعل القيادة التقنية ملك يديك، فلكل مشروع صياغة محددة، ولكل نظام بيئة مُعينة، وكما تعلمنا في أسوار الجامعة بأنّ المشاريع البرمجية لابد أن تمر بمراحل منها تجميع المتطلّبات من العميل، ومن ثم التحليل لهذه المتطلّبات ودراستها دراسة جيدة، والبدء بالتصميم والتحليل لقاعدة البيانات وإعادة التدقيق ثم البدء بالتنفيذ، وآخر خطوةٍ اختبار المشروع والنظر في جوانبه إن كان ذو عدة إصدارات وإلى آخره من الخطوات الضرورية عند بناء كل مشروع، ولكن في بعض الأحيان نجد أنّ الفكرة تولد من شخص آخر، ويقوم بكل العمليات السابقة شخص “واحد” آخر، وقد يكون هذا الشخص الوحيد المُجمّع للمعلومات والمحلّل لها والمدقق وكذلك المصمم والمنفذ في آنٍ واحد كيف ذلك؟!
إنّ الإنسان يمتلك قدرة مذهلة قد أعطاه الله إياها منذُ طفولته، فعندما يولد يمتلك كافة المواهب الموجودة على الأرض!، وستبرز فقط خلال مسيرته العمرية عدة مواهب قد نمّاها إمّا بذاته وحُبّه أو من خلال عائلته التي لمحت تلك الموهبة لدى طفلها وصديق العائلة الموهوب.
تبدأ هذه الموهبة التي تُيسر الخمس الأشياء بأن يكون الشخص ذا تساؤلات عدة، ويصيغ الأحداث على شكل أسئلة وأجوبة، ويقيس على المدى البعيد هذه التساؤلات وأجوبتها هل هي مناسبة أو لا، كذلك يصطنع من شخصيته عدّة شخصيات ويتقمّصها تقمّصًا دقيقًا ليحقق مراده، ففي جانب بناء المشاريع وما تحدثنا عنه سابقًا بأنّنا قد نجد شخصًا واحدًا يقوم بعدة مهام في آن واحد، وهنا سنتعرّف عليه لنتعمّق أكثر في شخصيته، فعلى الأقل أن تكون شخصيته تحتوي على هذه الأشياء الخمسة:

  1. التفكير والتحليل الدقيق: ولربما الآن يراودك تساؤل آخر، وما شأن التفكير والتحليل الدقيق في هذا الموضوع؟ ببساطة إنّ الشخص الذي يقوم بالتحليل والتفكير، سيقوم بصياغة المتطلّبات على هيئة نقاط تجعل الأمور المعقدة يسيرة، والأمور الطويلة قصيرة، وهكذا …؛ وبناءً على التحليل الذي يقوم به فإنّه سيصنع تساؤلات بأجوبة تجعل الطرف الآخر يثق ثقة عمياء بأنّك استوعبت المطلوب بدون معوقات تُذكر.
  2. مُحاكاة دور المسؤول: إنّ الاختلاط بمسؤول ما، ستجد أنّك تستمع لإشكالات عدة في المنشأة التي يديرها المسؤول وستستمع أيضًا لتلك الحلول الذي قام بوضعها، لتجد أنّك تختلق حلولاً جديدة ذات مسار جديد، وهنا ستُنمي مهارة جديدة في مجال الإدارة الذكية! أنصحك بأنْ تجرّب هذه النقطة وسترى الفرق!
  3. تقمّص الشخصيات بدقة: في المشاريع التقنية ستجد أنّ محاوره تتمركز في إدارة ما وتكون من خلال مسؤول وفي استخدام عام يكون من خلال مستخدم أو زائر أو حتى موظف ضمن هذا القطاع، فعلك تقمّصت دور المسؤول ودور المستخدم، الزائر، والموظف أيضًا لتكتشف حينها الرغبات التي يحتاجها كلاً منهم، سترى في نفسك حينها أنّك قائد مُحنّك يعتمد عليك!
  4. صناعة الأفكار والصلاحيات: ستواجه أثناء عملك الكثير من الصعوبات بعض الأحيان، لا تدع هذه الصعوبات تسيطر على ما تقوم به، يمكنك خلق فكرة جديدة في ذات الإطار تعالج الإشكالية التي تواجهها وربما إشكالية أخرى لم تقم بتضمينها ضمن حساباتك، ولكن عليك دراسة هذه الفكرة دراسة جيدة لتجعلها راسية أثناء عملك، ولا تنس أن تولّد الصلاحيات في كل جزء تعمله، وما أقصده أنّك ستعود إلى تقمّص الشخصيات وستجد أنّ لكل شخصية صلاحيات محددة يجب تطبيقها؛ وهنا عليك أن تُطبّق هذه الصلاحيات بحذافيرها حتى وإن تطلّب الأمرُ جهدًا بالغًا منك، فالمحصلة النهائية عمل إبداعي وقيادة متقنة!
  5. الممارسة، وخلق علاقات تقنية: لا تجعل الأمور تكرر ولا تتعود على جزء مُحدد، عليك بخلق جو الممارسة بأشياء عدة تطوّر فيك الجانب الإداري في مجال تقنية المعلومات، وتذكر جيدًا أنّ خلق العلاقات التقنية يصنع أسلوبك وإطارك العام ضمن الأطراف الأخرى فلا تفوّت هذه الفرصة!

هذه الخمسة الأشياء ليست مقياسًا ولا معيارًا لأنْ تكون القيادة التقنية ملك يديك!، ولكن من وجهة نظري أراها كافية لأن تجعلك قائدًا مميزًا أمام من حولك، فثق حينها تمامًا بقدراتك، وتفرّد بشخصيتك، فالتقنية ليست إلا سلوك واقعي نمارسه يوميًا ونحن من حولناه إلى سلوك إلكتروني لخلق السرعة والإنجاز، أعتقد أنّك قادر على ذلك بلا شك!

‫ تعليق واحد

اترك تعليقًا يُثري التدوينة